والله أعلم.
[1] سورة سبأ، الآية 14
[٤] قصة سيدنا سليمان مع الجن الجن عالم غيبي ، يقتصر العلم بهم على ما ورد في القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة ، ومما تناولته هذه الأخبار بالنسبة للجن وقصصهم كان قصة كان قصة سيدنا سليمان مع الجن، فقد كان مَلكًا عليهم، وكان يُعاملهم بتمام العدل فيجازي المحسن ويحاسب المسيء، كما كان يستخدم مردة الجن بالأعمال النافعة لكف أذاهم وشرورهم، [٥] قال -تعالى-: {.. وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}، [٦] فالعمل من الأشياء المرتبطة بآل داود -عليه السلام- حيث كانت مهنة النبي داود صناعة الدروع، واستعمل سليمان -عليه السلام- الجن في صناعات مختلفة مثل صناعة المجالس والصور على الجدران وكان هذا من الأمور السائغة في شريعتهم، [٧] ومن أبرز أحداث قصة سيدنا سليمان مع الجن ما حصل عند موته -عليه السلام- قال -تعالى-: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ}، [٨] فقد لبث سيدنا سليمان -عليه السلام- على كرسيه مدة من الزمن والجن لا تعلم بموته، وفي هذا أكبر دليل على أن الجن لا يعلمون بالمستقبل وإنما هذا العلم مما اختص به الله -سبحانه وتعالى-.
وهكذا اظهرت بلقيس جهالتها وضعفها أمام نبي الله سليمان وأدركت ان ذلك كله من فضل الله فقالت علي الفور: رب اني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين.